واكد آصفي في مقابلة مع صحيفة الشرق الاوسط ردا على سؤال حول العلاقات بين ايران ودول الخليج الفارسي, "ان الأولويات الأساسية للجمهورية الاسلامية الإيرانية هي علاقات متطورة مع جميع الدول العربية وخصوصا جيرانها في الخليج الفارسي، فنحن عبرنا مرحلة كبيرة في هذا المجال في تطوير العلاقات الايرانية مع دول الخليج الفارسي، وأننا نريد بناء علاقات قوية مع دول المنطقة بكل ما تعنيه هذه الكلمة، وليس الأمر تكتيك مرحلي انما إستراتيجية على المدى الطويل لإيران، فلدينا قواسم مشتركة في الدين والثقافة، والمهم هنا أيضا أن لدينا مصيرا واحدا مشتركا, الغرباء يأتون ويذهبون ولا يقومون إلا بتعميق الهوة والفرقة، لكن نحن باقون دائما، لذا فان أي خلاف بيننا يجب أن نحله بالحوار والوسائل الودية، فالقواسم المشتركة بيننا أكثر بكثير من نقاط الاختلاف، لكن بعض الأوساط تحاول دائما أن تشعل هذه الخلافات, وحتى أكون أكثر وضوحا فإن الخلافات بين الدول هي أمر طبيعي، فدول مجلس تعاون الخليج الفارسي بينها خلافات وكذلك الجامعة العربية ونحن نعتبر أن زيارة الرئيس أحمدي نجاد للمنطقة كانت رسالة مهمة لدول المنطقة لاستتباب الأمن وتعزيز العلاقات، وبالفعل بعد هذه الزيارة وجدنا أن العلاقة تطورت بشكل ملحوظ ".
وردا على سؤال للصحيفة حول حساسية الجمهورية الاسلامية الايرانية من إطلاق التسمية المزورة (الخليج العربي ) على الخليج الفارسي , قال سفير ايران لدى الامارات, "الخليج فارسي وهذا مثبت تاريخيا في الوثائق الدولية وحتى وثائق الأمم المتحدة، وإذا كان لا يهمكم تسمية الخليج، فلماذا تسمونه بالعربي؟ سموه فارسيا, هذا غير ممكن أن يغير اسم تاريخي، ونقول أنه أمر غير مهم، هذا يجعل الناس في متاهة في اصل اسم الخليج، الذي هو فارسي ".
وعن الحصار الاقتصادي الذي تسعى امريكا لفرضه على الجمهورية الاسلامية من تجميد حسابات وإيقاف مشاريع مشتركة وكيف تواجهه ايران , قال آصفي "استطيع القول أن لدينا إمكانيات كبيرة، ونحن منذ إنطلاق الثورة الاسلامية في عام 1979 والحصار مفروض علينا، أكثر من 95% من إحتياجاتنا الأساسية ننتجها داخل إيران، لاشك ان لدينا بعض المشاكل الداخلية مثل التضخم، لكن كل دول المنطقة تعاني من إرتفاع نسب التضخم ولسنا وحدنا, الحصار لا يقلقنا كثيرا واقتصادنا لم يتاثر بهذا الحصار ".
وردا على إدعاء الصحيفة بوجود قلق لدى دول الخليج الفارسي من الموضوع النووي الإيراني واحتمال استهدافها فيما اذا تعرضت ايران لهجوم امريكي , قال آصفي "نحن مع شعوب الخليج الفارسي في هذا القلق مما يحدث في المنطقة، فهم لايزالون يعانون من آثار الحرب الأمريكية على العراق، طبيعي أن أي مواجهة في المنطقة تجعل الجميع في وضع صعب لكني لا أرى أن الولايات المتحدة يمكن أن تقدم على خطوة مثل الهجوم على إيران، امريكا أكثر هشاشة من أن تهاجم عسكريا إيران، السياسة الأمريكية مبنية على التهديد ".
وحول تخرصات وزير النقل الصهيوني التي هدد فيها مؤخرا بمهاجمة إيران , أوضح آصفي, "بداية فإن الجهات الاسرائيلية العليا قالت إنها ضد هذه التصريحات، ثانيا فإن الكيان الصهيوني يحاول التغطية على مشاكله الداخلية بتصديرها للخارج، ثالثا هم يرون أن بوش يمضي شهوره الأخيرة في البيت الأبيض، ولن يتجرأ على أي خطوة ضد ايران وهم يريدون أن يدفعوه لذلك، رابعا الصهاينة يعولون على الحرب النفسية في هذه التصريحات، ولكني أقول وبكل صراحة أن اسرائيل تعلم ماذا سيجري عليها لو قامت بمثل هذه الخطوة الحمقاء، خطوة مثل هذه ستؤدي لكارثة على اسرائيل، إلا أني أؤكد أن لا تأخذوا هذه التصريحات على محمل الجد ".
وردا على اتهامات تدخل ايران في الشؤون الداخلية للعراق, قال آصفي "المسؤولون العراقيون الرسميون، مثل رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، لم يصرحوا أن هناك تدخلات إيرانية في بلادهم ولم يتهموا ايران بذلك، لكن هذه الاتهامات لا تتعدى نوابا بالبرلمان أو بعض وسائل الاعلام, إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية، حتى أن زيارة المالكي الأخيرة لإيران أكدت نظرة الحكومة العراقية في هذا الاتجاه، الكل يعرف أن المشكلة هي الحضور الأميركي للمنطقة، نحن منذ البداية طرحنا الموضوع ولازلنا نعتبر أن هذا الموضوع هو لب المشكلة، نحن بالعكس دعمنا العراق عبر دعوة الدول العربية لفتح سفارات لها في بغداد لمساعدة العراق، لو أردنا التدخل لما أتخذنا هذه الخطوات، بالنسبة لإجتماعات دول الجوار إيران تعتبر أهم عناصر هذه الاجتماعات "./انتهى/
أكد السفير الايراني لدى الامارات حميد رضا آصفي على حرص الجمهورية الاسلامية على علاقاتها مع دول الخليج الفارسي لاسيما دولة الأمارات, معتبرا أنه يمثل سياسة استراتيجية وليس تكتيكا.
رمز الخبر 698208
تعليقك